حوار الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان مع صحيفة كورير النمساوية

26 أكتوبر 2016

أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أن هناك أمل لإحلال السلام في اليمن، معتبرة أن دول الربيع العربي تعرضت "لخذلان كبير من الغرب".وأكدت كرمان أنه مهما بلغ التآمر والخذلان "قدرنا الوحيد هو انتصار قيمنا التي ضحينا لأجلها، وإقامة دولنا التي حلمنا بها مرة أخرى، دولة الحرية والعدالة والديمقراطية والسلام والرفاه الاجتماعي وحكم القانون".

وفيما يلي نص الحوار:

 

 في اوروبا يتم الحديث دوما عن حظر النقاب، ما رأيك بهذا النقاش وهل تؤيدين لبس النقاب؟

أنا دائما احث المرأة المسلمة على الكشف عن وجهها وأنه ليس بعورة، وأرى أن النقاب يمثل عائقا امام تطور المرأة واسهاماتها في المجتمع والحياة العامة، لكنني في الوقت ذاته أرى لبس النقاب أو عدمه حرية شخصية، وكما أرفض الزامها بخلع النقاب فأنا ارفض الزامها بارتدائه، واعتقد ان كلا الأمرين اعتداء على حريتها الشخصية.

 

 هل حقوق المرأة في الإسلام أقل من الرجال؟

جوهر الدين الإسلامي كبقية الاديان دين العدالة والمساواة، وقد أعطى الإسلام اعطى المرأة حقوقها تماما كما الرجل ودعا لاحترام الحقوق والحريات لجميع الناس رجالا ونساء.

المشكلة ليست في الدين الاسلامي، المشكلة في الدول المستبدة التي لا تشهد حكما ديمقراطيا، حقوق جميع المواطنين في هذه الدول مصادرة رجالا ونساء، كلها مصادرة لصالح حكم الفرد والعائلة، والمرأة هنا تعاني من ظلم مزدوج، ظلم الحاكم المستبد وظلم العادات والتقاليد التي تنال من المرأة، ومن حقوقها، وكذلك بعض الفتاوى الدينية المغلوطة التي تتنافي مع جوهر الدين الاسلامي.

المشكلة في تفسيرات بعض رجال الدين المغلوطة وتأويلهم للدين بما يصادر حريات المرأة ويحرمها من حقوقها المتساوية، هذه الفتاوى نفسها هي من تخدم الحاكم المستبد وتصادر حقوق المواطنين رجالا ونساء.

 

 هل يعني هذا ان الغرب يتحمل مسؤولية الفشل في الشرق الاوسط؟؟

لابد من حل جذر للمشكلة في الشرق الاوسط، لولا الاستبداد لما كان هناك لاجئين ولما كان هناك فقر ولا فساد ولا عنف ولا إرهاب، اما ان يذهب الغرب لدعم بشار الاسد والسكوت عن جرائمه هو وابوه من قبل الثورة لعقود، ومثله النظام العراقي والانقلاب العسكري في مصر ثم يعود الغرب ليصرخ من اخطار اللجوء وتمدد الارهاب فهذا للأسف تفكير غير استراتيجي وغير منطقي ولا موضوعي، وأي حلول لا تتجه نحو معالجة جذر المشكلة وهو الاستبداد، فهي حلول هشة لا يكتب لها النجاح.

 

 لكن الهجمات الإرهابية الإسلامية وموجة اللاجئين تسببت في مخاوف كبيرة في أوروبا. ألا يجب فهم هذه المخاوف؟

الخوف من الاديان يعتبر تعصب ديني وشكل من أشكال التطرف، ولا اعتقد أن الغرب كله قد وقع في هذا الخطأ، هذا ما يقوم به بعض المتعصبين في الغرب الذين يتناقضون تماما مع قيم الغرب ومبادئه!!

وكما قلت لابد من حل جذر المشكلة في الشرق الاوسط. إذا أردنا القضاء على الإرهاب فعلينا القضاء على الاستبداد أولا، أكرر لولا الاستبداد لما كان هناك لاجئين ولما كان هناك فقر ولا فساد ولا عنف ولا ارهاب، أود التأكيد أن اللاجئين ليسوا ارهابيين ولا جناة، هؤلاء ضحايا الاستبداد والارهاب. 

 

 دخلت اليمن في حرب أهلية دامية قد لا تخرج منها لسنوات، اضافة لقصفها من قبل المملكة العربية السعودية، هل هناك أمل في السلام؟

علينا ان نوصف الأشياء كما هي، وأن نعكس الحقائق بشكل صحيح، وهي أن التحالف العربي بقيادة السعودية جاء لاحقا بعد انقلاب فاشي قام به الرئيس المخلوع علي صالح وميليشيا الحوثي بدعم من ايران، هذا الانقلاب أسقط عملية انتقالية توافقية تمخضت عن ثورة سلمية عظيمة شهد بها العالم، وكانت محل رعايته.  

الحديث عن التدخل السعودي دون الحديث عن الانقلاب المسنود بالتدخل الايراني حديث غير موضوعي، والعكس ايضا لا يمكن الحديث عن انهاء الاجراءات الانقلابية دون الحديث عن وقف اطلاق النار من قبل الجميع بما فيهم التحالف العربي بقيادة السعودية.  

 

وهل هناك أمل للسلام؟

نعم، هناك أمل، ولدينا مبادرتنا للسلام، وتتضمن هذه المبادرة: وقف فوري لإطلاق النار بالتزامن مع سحب الاسلحة من ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع صالح وانسحابهم من المناطق المسيطرين عليها تحت إشراف الأمم المتحدة، وتحول الميليشيا الى حزب سياسي ثم الانخراط في حكومة وطنية تحضر للاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات المختلفة، يتم ذلك كله بالتزامن مع اتخاذ اجراءات العدالة الانتقالية بما يكفل انصاف الضحايا وكفالة عدم التكرار، واجراءات اقتصادية تكفل تحسين معيشة المواطنين واعادة الاعمار، كما يجب تجميد إرصدة وممتلكات المخلوع صالح وعدم السماح له بلعب اي دور سياسي وضمان عدم افلاته من العقاب. 

 

هل فشل الربيع العربي؟ إلى جانب تونس أي بلد آخر تمكن من تحقق انتقال سلمي ناجح؟.

من المبكر جدا الحكم على الربيع العربي الآن، وفي كل تاريخ الثورات دائما ما تتبع الثورات العظيمة ثورات مضادة، لكن الكلمة النهائية للشعوب الحالمة بالحرية والعدالة والكرامة والمضحية في سبيلها هي دوما من تتنصر.

 

ما أهم الأخطاء التي وقعت فيها الثورة والمعارضة بعد الاطاحة بالرئيس؟

أهم الأخطاء هي أن قوى الثورة تفرقت يعد الثورة ودخلت في صراعات ثانوية حتى تمكنت قوى الثورات المضادة من تجميع انفسها وممارسة الانتقام على الثوار والانقضاض على مكتسبات الثورة وتدمير الدولة.  

كان على قوى وتيارات الثورة بعد انجازهم المرحلة الاولى من الثورة وهي اسقاط راس النظام المستبد أن يعملوا على الحفاظ على التوافق الثوري أثناء المرحلة الانتقالية من أجل انحاز اهم استحقاقات المرحلة الانتقالية بما فيها الدستور وفق توافق سياسي يشارك فيه كل قوى الثورة، وكذلك تحقيق العدالة الانتقالية بما يكفل جير ضرر الضحايا وكفالة عدم تكرار الجرائم. 

أيضا من أهم الاخطاء عدم وجود كيان سياسي منظم يحمل تطلعات شباب الثورة ويحمي قيم الثورة في كل دول الربيع على الرغم من أن شباب الثورة  يمثلون قوة سياسية كبيرة، لكنها لم تكن منظمة.  

أيضا تعرض الربيع العربي وشعوبه لخذلان كبير من الغرب، فقد شهدت دولنا بعد ثوراتنا السلمية العظيمة انقلابات عسكرية وميليشاوية كما حدث في مصر واليمن في ظل صمت العالم. 

هذا الصمت ما كان ينبغي له أن يحدث، هذا الصمت خزي كبير ووصمة عار يجب أن لا تستمر. ومع ذلك ثقتي بالشباب وبقيم ثوراتنا العظيمة كبيرة لامجال لليأس أو التراجع، مهما بلغ التآمر والخذلان، قدرنا الوحيد هو انتصار قيمنا التي ضحينا لأجلها، وإقامة دولنا التي حلمنا بها مرة أخرى، دولة الحرية والعدالة والديمقراطية والسلام والرفاه الاجتماعي وحكم القانون.

غالبا ما تفتقر الدول الإسلامية القدرة على الديمقراطية نظرا لبناها الاجتماعية، وعشائرها عشيرة القديمة والقبلية التي ترى أن الديمقراطية غير مناسبة لها، ما رأيك هل هذا صحيح؟

مثل هذا الكلام كان يقال في الدول التي تعاني عقودا من الاستبداد، في   كل بلد يحدث فيه ثورة على انظمة الاستبداد والفساد والتي شهدت بعد ذلك انظمة ديمقراطية وحكم رشيد تجد مثل هذا الكلام. لن يمر وقت طويل حتى تشهد جميع بلداننا حياة ديمقراطية كاملة ومجتمعات حرة تتمتع بكافة حقوقها المدنية والسياسية، سنخوض كفاحا عظيما من أجل ذلك، ولسوف ننتصر وهذا قدر الشعوب. 

 

هل تفضلي أن تفعلي شيئا آخر اليوم؟

لا، أنا أعيش حلمي في النضال والتضحية من أجل الحرية. لا يوجد أعظم من ذلك.

 

لقراءة الحوار في موقع صحيفة كورير النمساوية اضغط (هنــــــــــا)

حوار الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان مع صحيفة واشنطن بوست الاميركية

اجرى المقابلة: سودارسان راغافان- الصحفية والناشطة اليمنية، توكل كرمان، هي أبرز قادة ثورة 2011 في اليمن، وجزء من موجة من الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت العالم العربي قبل خمس سنوات وأطاحت بمستبد حكم طويلا وهو علي عبد الله صالح. وقد منحت جائزة نوبل للسلام للعام 2011 كأول امرأة عربية تنال وسام الشرف هذا تقديرا لعملها.

في ذلك الحين، اعتبرت كرمان الجائزة "انتصارا لثورتنا ونهجنا ونضالنا وجميع الشباب اليمني، وجميع الشباب في العالم العربي -في تونس ومصر وفي كل مكان."

واليوم، تشهد اليمن حربا مدمرة وأزمة إنسانية، وكرمان تعيش في المنفى في قطر، وقد تحدثت الى صحيفة واشنطن بوست عما آل اليه الحال في بلدها، وعرضنا ردودها بشكل مقتضب مع نوع من التحرير. 

 

خمسة أعوام مضت على ثورة اليمن؟  ما هو شعورك حيال الوضع الآن؟ 

- في فبراير 2011، قمنا بثورة سلمية عظيمة تلاها حكومة توافقية انتقالية.... وصغنا دستور جديد ضمن كل القيم والمبادئ التي كافحنا من أجلها -قيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية وحكم القانون... وقُبيل اجراء استفتاء على هذا الدستور الجديد الذي كان من المقرر ان تعقبه انتخابات عامة... انقلب كل شيء رأسا على عقب. 

وقد تسببت الحرب بأزمة اقتصادية غير مسبوقة وتدهور للوضع الإنساني في اليمن حيث انهارت كافة الخدمات الأساسية -كهرباء، صحة، تعليم، وغير ذلك –وأضحت غالبية السكان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية العاجلة! 

 

أين كان مكمن الخطأ؟ 

- بصراحة، الجميع ارتكب أخطاء، ولا يستطيع أحد انكار ذلك ... الخطأ الأول والأهم هو منح الرئيس المخلوع صالح الحصانة من جميع الجرائم التي ارتكبها في الماضي، والسماح له (بالانخراط) في الأنشطة السياسية ... والخطأ الخطير الآخر هو السماح لميليشيا الحوثيين بتوسيع نطاق السيطرة على المناطق الأخرى بالقوة والقهر.

 

ما الذي تقومين به هذه الأيام؟ 

- لا زلت مستمرة في نضالي السلمي لإنهاء الحرب في اليمن واستعادة ما كان عليه الحال قبل الانقلاب... والمضي قدما لتحقيق قيم الثورة السلمية. 

 

من سبب الأزمة في اليمن؟ 

- المسؤول الأول والرئيس هو الرئيس المخلوع صالح ووحدة الجيش الموالية له، ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران والمتحالفة معه. ثم تقع المسؤولية في الدرجة الثانية على الرعاة الدوليين وضعف أداء السلطة الانتقالية. 

 

ما الذي بإمكان المجتمع الدولي القيام به لوقف نزيف الدم في اليمن؟ 

- يستطيع المجتمع الدولي القيام بكل شيء، والحقيقة أنه يتحمل المسؤولية الرئيسية عن انقاذ العملية الانتقالية وبناء سلام مستدام في اليمن. 

 

حينما تسلمت جائزة نوبل، هل اعتقدت أن يكون لها تأثير على اليمن وشعبه؟    

- أؤمن بأن جائزة نوبل وثورتنا السلمية واحلامنا بالحرية والديمقراطية والرفاه الاجتماعي سوف تعود كلها بالخير على بلدي وستصل بنا الى مستوى البلدان التي حققت مثل هذه القيم. ما زلنا نحاول تحقيق هذه الأهداف ونناضل من أجلها. لسنا مسؤولين عن الفشل، لا انا ولا شباب الثورة السلمية. 

 

هل تحسين بخيبة أمل جراء تحول الاحداث والوضع الحالي بعد مرور خمس سنوات؟

- احس بخيبة أمل شديدة وحزن عميق على ما آلت اليه الأحوال، لكني على يقين بأننا سننتصر وسنحقق ما ناضلنا من أجله، فما زال الأمل يحدونا، فالأحلام لا تموت ابدأ.

حوار الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان مع قناة تي آر تي التركية

قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام  توكل كرمان إن "موقف الدول الغربية من الانقلاب الفاشل في تركيا، كان مخجلًا ومؤلمًا ومخزيًا في آن واحد، والمحايدون حيال هذه المحاولة في حكم المتآمرين، ومن يجعل من نفسه أصمًا وأبكمًا أمام هذا الأمر يعد شريكًا في الجريمة".

حوار توكل كرمان مع صحيفة الشرق القطرية

حاورها: طه حسين - محمد الأخضر: يردد المرجفون في دول الربيع العربي أنه فشل ولم يزهر ولم يثمر، وأن الثورة المضادة نجحت في استعادة زمام الأمور، لكن الزهرة التي أثمرها الربيع اليمني تؤكد أنه لم يفشل،

حوار الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان مع صحيفة هافينغتون بوست عربي

حاورها: سفيان جبران- كنت أؤمن ولا زلت بأن إدارة الفترة الانتقالية يجب أن تقوم على أساس الشراكة، وتبعا للشرعية الثورية وليس بناءً على الانتخابات. أثناء الفترة الانتقالية يجب أن يتم اولاً انجاز الدستور والتشريعات اللازمة للدولة المدنية بالتوافق، ثم يتم تداول السلطة لاحقا عبر الانتخابات التي يتم اجراؤها وفقا للدستور الجديد.

حوار الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان مع صحيفة الوطن السعودية

هناك مسار لدى الأمم المتحدة تنوي المضي به، وهذا الأمر قد يثير الشك لدى أطراف كثيرة، لكن يجب التأكيد على ضرورة أن تلتزم الأمم المتحدة بقراراتها، وأن تكرس خططها المقبلة في اليمن لتحقيق سلام دائم ومتماسك..

Subscribe now to get my updates regularly in your inbox.

Copyright © Tawakkol Karman Office

Search