حوار الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان مع صحيفة صباح ديلي التركية

حاورها: هلال كابلان- الناشطة والسياسية والصحفية والحائزة على جائزة نوبل للسلام ليست سوى بعض المصطلحات المستخدمة لوصف توكل كرمان، التي تجرأت على الوقوف أمام التدخلات المجحفة لدولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن.

اليمنية توكل كرمان، والمعروفة باسم "أم الثورة"، هي واحدة من أكثر النساء تأثيرا في العالم العربي. وحصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 2011، في سن الـ 32، اعترافا بجهودها في الكفاح "السلمي" من أجل سلامة المرأة وحقوقها ومشاركتها الكاملة في أعمال بناء السلام في اليمن.

التقى الكاتب والصحفي في صحيفة "الصباح اليومية" التركية، هلال كابلان، مع توكل كرمان للحديث عن الإمارات العربية المتحدة وما تمارسه من نفوذ وسياسات في اليمن، بالإضافة الى تصريحات المسؤولين السعوديين بشأن الرئيس رجب طيب أردوغان وموقف تركيا بشأن وضع القدس وعملية فرع الزيتون ومحاولة الانقلاب التي نفذتها جماعة كولن الإرهابية ومعركة تركيا من أجل الديمقراطية.

 

سيدة كرمان، ذكرت بأن دولة الإمارات تعمل على زعزعة استقرار اليمن، بل انك ذهبت الى ابعد من ذلك حين قلت بان "الإمارات ليست سوى برج ورقي آيل للسقوط". هل يمكن ان توضحي لنا دور الإمارات في اليمن؟

كل شيء ليس في مصلحة اليمن تقوم به الامارات، فقد قامت بإنشاء قوات وجماعات مسلحة خارج الجيش الوطني ولا تأتمر بأوامر الحكومة الشرعية. وترفض تسليم الموانئ والمطارات للسلطة الشرعية. قامت الإمارات ببناء سجون سرية تمارس فيها كل أشكال التعذيب بحق المواطنين اليمنيين الذين ليعارضون اطماعها في اليمن. كما أنها تمنع الرئيس الشرعي من العودة إلى العاصمة عدن، وتتعامل معه بطريقة غير لائقة.

من المؤسف القول إن الامارات قامت باستغلال مرحلة الضعف التي تمر بها اليمن نتيجة الانقلاب والحرب لتحقيق أغراضها التي تقضي بإبقاء اليمن في دوامة الفوضى حتى تتمكن من السيطرة على الموانئ والجزر اليمنية وخصوصا سقطرى أحد أجمل جزر العالم.

الذين يقولون ان الإمارات تدعم الشرعية، هل يستطيعون أن يفسروا لماذا قامت الطائرات الإماراتية أكثر من مرة بقصف قوات الحماية الرئيسية التابعة للرئيس هادي التي كانت تحاول رد الاعتداءات عليها،  هل يستطيعوا تقديم تفسيرا مقبولا لماذا تمنع الرئيس من العودة إلى عدن؟

بالرغم من ذلك، سوف تنتصر اليمن لانها دولة قديمة راسخة مثل جبالها، بعكس الإمارات التي وإن كانت تنتهج سياسات عدوانية، فإنها لا تملك القوة لمنع الأخطار التي سوف تواجهها في المستقبل.

 

جراء تصريحاتك اللاذعة، يصدر حزب الإصلاح في اليمن بيانا يفيد بان تصريحاتك لا تمثله وأنه قرر تجميد عضويتك. ما هو ردك؟

- القرار الذي صدر بتجميد عضويتي في حزب الاصلاح غير شرعي وقانوني لاعتبارات كثيرة، لكن هذا الأمر ليس مهما الان. السياسيون اليمنيون ومن بينهم مسؤولي الاصلاح يواجهون ضغوطا شديدة من قبل السعودية لعدم اتخاذ مواقف ضد عبث التحالف في قضايا كثيرة مصيرية. بالنسبة لي، الأمور واضحة، كل أرض يمنية يتم تحريرها من ميليشيا الحوثي الانقلابية ولا يتم تسليمها للسلطة الشرعية فهي أرض محتلة. انا مقتنعة بهذا الامر، ولست مستعدة للمداهنة عندما يتعلق الأمر بوحدة وطني وسلامة أراضيه وسيادته.  

 

مسؤولون امارتيون بمن فيهم وزير الخارجية أدلوا بتصريحات مزعجة تجاه تركيا والرئيس أردوغان أيضا. باعتقادك لماذا تبدو الامارات بهذه العداوة تجاه بعض البلدان والجهات الفاعلة، وهل تعتقدين أن هناك علاقة ما أو سمات مشتركة تجمع هذه البلدان والجهات الفاعلة؟

في الواقع، من الغريب أن الإمارات تتصرف بهذه الطريقة، ربما لكونها تبالغ في عدائها لجماعة الإخوان المسلمين وللربيع العربي وتتصور أن تركيا تدعم مشروع التغيير في المنطقة. 

هناك من يرجع موقف الإمارات المعادي لتركيا إلى كون أبو ظبي غير راضية عن توجهات السياسة التركية التي تميل لتوحيد الجهود الإسلامية للحد من  الهيمنة الغربية.

هناك علاقة ملحوظة بين الإمارات وحلفائها في المنطقة والعالم قائمة على محاربة الربيع العربي وجماعات الإسلام السياسي وأي مشاريع استقلالية عن الهيمنة الأمريكية. 

 

كيف تقيمين دور تركيا في المنطقة، وكذلك مبادرات الرئيس أردوغان الرامية لحماية المكانة الفريدة للقدس؟

- تركيا دولة تجمعنا بها روابط تاريخية مهمة، ولا شك أن تركيا حققت حضورا جيدا في المنطقة نتيجة امرين هامين من وجهة نظري، الأول أنها قدمت تجربة سياسية واقتصادية ناجحة، والثاني اقترابها من قضايا المنطقة وخصوصا القضية الفلسطينية، وما مبادرات الرئيس أردوغان لحماية المكانة الخاصة بالقدس إلا أحد تجليات الموقف الداعم للشعب الفلسطيني. 

 

بدأت القوات المسلحة التركية جنبا إلى جنب مع الجيش السوري الحر عملية عسكرية في عفرين ضد وحدات حماية الشعب التي شكلت تهديدا للأمن التركي بدءا من الهجوم الانتحاري في أنقرة عام 2016. ما رأيك بعملية "فرع الزيتون" وهل تعتقدين ان تركيا ستكون قادرة على تحرير عفرين وإعادة توطين اللاجئين الراغبين هناك كما في جرابلس؟

- فتحت تركيا أبوابها أمام ملايين اللاجئين العرب وخصوصا اللاجئين السوريين، لا شك أن هذا موقف كبير باعتقادي لن ينساه الشعب السوري أو العرب بشكل عام. موقف تركيا الرافض لاستمرار نظام بشار الأسد الديكتاتوري هو موقف ينسجم مع رغبة معظم الشعب السوري الذي يرنو إلى الحرية والعيش في كنف دولة تحفظ حرياته وكرامته.

بالنسبة لعملية عفرين التي يخوضها الجيش التركي بالمشاركة مع الجيش السوري الحر، أرجو أن تكون كما تم الإعلان عنها لمحاربة الجماعات الإرهابية. في النهاية الإرهاب عدو تركيا مثلما هو عدو سوريا، الخطر في سوريا ليس بشار الأسد ولكن أيضا الجماعات الإرهابية.  

أدعو إلى محاسبة بشار الاسد ومحاسبة الجهات التي دعمت الجماعات الإرهابية في سوريا.  

 

حضرت الفعاليات التي نظمت من أجل "حراسة الديمقراطية" في تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي نظمتها شبكة غولن. ما رأيك بهذه الشبكة وبخطاب زعيمها فتح الله غولن؟

- كانت ملحمة كبيرة في الدفاع عن الديمقراطية قدمتها تركيا للعالم وتركت انطباعا عظيما عن الشعب التركي وشجاعته.

موقفي من جماعة فتح الله غولن هو نفس الموقف الذي اتخذه من أي جماعة تحاول تشكيل نظام موازي داخل الدولة. علينا أن نفرق بين حقك في آن تكون جماعة سياسية تسعى للوصول الى الحكم وبين محاولتك السيطرة على الدولة من خلال أعمال غير قانونية.

 

لقراءة مقابلة توكل كرمان في موقع الصحيفة التركية اضغط (هنـــــــــا)

Subscribe now to get my updates regularly in your inbox.

Copyright © Tawakkol Karman Office

Search