حوار الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان مع صحيفة واشنطن بوست الاميركية

اجرى المقابلة: سودارسان راغافان- الصحفية والناشطة اليمنية، توكل كرمان، هي أبرز قادة ثورة 2011 في اليمن، وجزء من موجة من الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت العالم العربي قبل خمس سنوات وأطاحت بمستبد حكم طويلا وهو علي عبد الله صالح. وقد منحت جائزة نوبل للسلام للعام 2011 كأول امرأة عربية تنال وسام الشرف هذا تقديرا لعملها.

في ذلك الحين، اعتبرت كرمان الجائزة "انتصارا لثورتنا ونهجنا ونضالنا وجميع الشباب اليمني، وجميع الشباب في العالم العربي -في تونس ومصر وفي كل مكان."

واليوم، تشهد اليمن حربا مدمرة وأزمة إنسانية، وكرمان تعيش في المنفى في قطر، وقد تحدثت الى صحيفة واشنطن بوست عما آل اليه الحال في بلدها، وعرضنا ردودها بشكل مقتضب مع نوع من التحرير. 

 

خمسة أعوام مضت على ثورة اليمن؟  ما هو شعورك حيال الوضع الآن؟ 

- في فبراير 2011، قمنا بثورة سلمية عظيمة تلاها حكومة توافقية انتقالية.... وصغنا دستور جديد ضمن كل القيم والمبادئ التي كافحنا من أجلها -قيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية وحكم القانون... وقُبيل اجراء استفتاء على هذا الدستور الجديد الذي كان من المقرر ان تعقبه انتخابات عامة... انقلب كل شيء رأسا على عقب. 

وقد تسببت الحرب بأزمة اقتصادية غير مسبوقة وتدهور للوضع الإنساني في اليمن حيث انهارت كافة الخدمات الأساسية -كهرباء، صحة، تعليم، وغير ذلك –وأضحت غالبية السكان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية العاجلة! 

 

أين كان مكمن الخطأ؟ 

- بصراحة، الجميع ارتكب أخطاء، ولا يستطيع أحد انكار ذلك ... الخطأ الأول والأهم هو منح الرئيس المخلوع صالح الحصانة من جميع الجرائم التي ارتكبها في الماضي، والسماح له (بالانخراط) في الأنشطة السياسية ... والخطأ الخطير الآخر هو السماح لميليشيا الحوثيين بتوسيع نطاق السيطرة على المناطق الأخرى بالقوة والقهر.

 

ما الذي تقومين به هذه الأيام؟ 

- لا زلت مستمرة في نضالي السلمي لإنهاء الحرب في اليمن واستعادة ما كان عليه الحال قبل الانقلاب... والمضي قدما لتحقيق قيم الثورة السلمية. 

 

من سبب الأزمة في اليمن؟ 

- المسؤول الأول والرئيس هو الرئيس المخلوع صالح ووحدة الجيش الموالية له، ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران والمتحالفة معه. ثم تقع المسؤولية في الدرجة الثانية على الرعاة الدوليين وضعف أداء السلطة الانتقالية. 

 

ما الذي بإمكان المجتمع الدولي القيام به لوقف نزيف الدم في اليمن؟ 

- يستطيع المجتمع الدولي القيام بكل شيء، والحقيقة أنه يتحمل المسؤولية الرئيسية عن انقاذ العملية الانتقالية وبناء سلام مستدام في اليمن. 

 

حينما تسلمت جائزة نوبل، هل اعتقدت أن يكون لها تأثير على اليمن وشعبه؟    

- أؤمن بأن جائزة نوبل وثورتنا السلمية واحلامنا بالحرية والديمقراطية والرفاه الاجتماعي سوف تعود كلها بالخير على بلدي وستصل بنا الى مستوى البلدان التي حققت مثل هذه القيم. ما زلنا نحاول تحقيق هذه الأهداف ونناضل من أجلها. لسنا مسؤولين عن الفشل، لا انا ولا شباب الثورة السلمية. 

 

هل تحسين بخيبة أمل جراء تحول الاحداث والوضع الحالي بعد مرور خمس سنوات؟

- احس بخيبة أمل شديدة وحزن عميق على ما آلت اليه الأحوال، لكني على يقين بأننا سننتصر وسنحقق ما ناضلنا من أجله، فما زال الأمل يحدونا، فالأحلام لا تموت ابدأ.

Subscribe now to get my updates regularly in your inbox.

Copyright © Tawakkol Karman Office

Search